بسم الله الرحمن الرحيم
يحكى أن ماعزاً كانت معروفة بالطمع ، وكانت مستعدة للتحالف مع أي حيوان
ضد أخر مقابل حصولها على بعض الأعشاب. وكان يوماً أن ناصرت ذئباً
ضد ثعلب في معركة وقامت بمناداة رفاقه حتى أصابوا الثعلب بجراح عميقة وذلك
مقابلة حزمة من أعشاب أعطاها إياها الذئب.
ضد أخر مقابل حصولها على بعض الأعشاب. وكان يوماً أن ناصرت ذئباً
ضد ثعلب في معركة وقامت بمناداة رفاقه حتى أصابوا الثعلب بجراح عميقة وذلك
مقابلة حزمة من أعشاب أعطاها إياها الذئب.
حزن الثعلب كثيراً وقرر المكر والرد على تلك الطماعة التي لا يهمها سوى ذاتها ، فذهب للأسد سيد الغابة وسأله : متى عيد ميلادك؟
فقال له الأسد : بعد شهر..
فقال له الثعلب : لك مني هدية كبيرة بعد شهر ، ولكن عليك أن تطبق كلماتي بالحرف الواحد.
اتفق الأسد والثعلب على وظائف الأسد، وكان سيد الغابة يتصرف من دون أن يعرف الهدف والطمع كله كان في الهدية.
ذهب الثعلب إلى الماعز وقال لها : يا أختاه لقد نسيت الماضي وأنا أعذرك فانت تجوعين ولك الحق بما فعلته بي رغم أنني كنت مظلوما.
خافت الماعز قليلاً وقالت له : لو كنت تريد إيذائي سأنادي الذئاب الآن لتبطش بك
قال الثعلب : لا لا ، لقد تعلمت من الماضي ولا أريد أن أعود إليه.
فقالت له : هات ما عندك
قال الثعلب : أريدك أن توصلي يومياً للأسد حزمتان كبيرتان من العشب ليأكلهما على الإفطار.
فقالت الماعز : عشب وأسد؟
قال : نعم أنا متأكد أنه سيعجبه ، كما أنني أريد كسب رضاه.
سخرت الماعز من غباء الثعلب لكنها وافقت لأنها تدرك رفض الأسد للأعشاب وأنه سوف يردها معها وبالتالي تأكلها.
قال الثعلب : لكن لو رفضها .. أعيديها لي، اتفقنا؟
قالت الماعز : نعم.
ذهبت الماعز في اليوم الأول بالحزم إلى الأسد فقال لها : لا آكل الأعشاب ، كليها أنت.
عادت من دونها رغم الاتفاق مع الثعلب وقالت له : لقد أكلها الأسد كشره لم يأكل منذ زمن.
قال الثعلب : قلت لك إنه يحب العشب من أجل قوته.
عادت الماعز في اليوم التالي والثالث والرابع ...ويتكرر نفس السيناريو والأسد لا يعرف لماذا والماعز تشعر بنفسها أنها ذكية ومحنكة وتصنع الطعام يومياً من لا شيء مقابل كذبة واحدة فقط.
وبعد انقضاء شهر قال الثعلب للماعز : انتظري .. انتظري...
فقالت له : ما بك؟
قال : اليوم عيد ميلاد الأسد وسأرسل له ثلاث حزم من العشب ورسالة مكتوبة له
ابتسمت الماعز : وقالت له أنت صديق جميل يا ثعلب.
قال لها : أعرف .. .أعرف
ذهبت الماعز في ذلك اليوم ومعها الرسالة فأعطتها للأسد وقالت له : أخبرني الثعلب أن أحصل على الرد منك.
فقرأ الأسد وفهم أخيراً ماذا يفعل ، فقال للماعز : اليوم عيد ميلادي ومن أجل ذلك أريدك أن تأكلي الأعشاب عندي.
وما أن انتهت من أكل 3 حزم وأصبحت متخمة نهض الأسد وقال لها : " إنك هدية عيد ميلادي من الثعلب ، وكان يسمنك من أجلي يومياً والأعشاب فعلاً لي لأنك من أكلتها وسمنت عليها وبالتالي أنت غذائي لهذا اليوم".
استسلمت الماعز تماماً فجسدها لا يقوى على الحراك بسبب التخمة وتناولها الأسد وجبة دسمة سمنت نفسها لكي تموت وهي تحسب نفسها ذكية.
الحكمة : مهما ساعدك الكذب ومهما ساعدك الطمع فإنه بالنهاية سينقلب عليك ويأتي بأسوأ النتائج.